الأحد، 24 يوليو 2011

التطوير التنظيمي

أولا : التطوير التنظيمى
مقدمة

يعتبر التطوير التنظيمى أحد التطبيقات الهامة لعلم السلوك التنظيمى وسمة أساسيه للمنظمات الناجحة ويتم
التطوير التنظيمى بالتغييرات المخططة فى المنظمات بما يتواكب مع سرعة التغيير والظروف والعوامل فى البيئة
الداخلية متمثلة فى طرق وأساليب العمل ونوعيات العمالة وعناصر المناخ التنظيمى السائد والبيئة الخارجية متمثلة
فى المستهلكين والمنافسين والموارد والاتفاقيات الدولية التى تختلف مشاكلها من وقت لأخر مما يتطلب إدارة واعية
تتفهم اثر هذه المتغيرات على أدائها وتستشرف معالمها وتجيد التخطيط لإحداث التغيير وإنجاحه والتكيف معه .
إدارة لا تخ شى التغيير تحسبا لنتائجه ومخاط ره ولا تتمسك بالقديم المألوف .إدارة تأخذ بمفاهيم ومناهج ومداخل
التغيير وإتباع سياسة التطوير التنظيمى الذى يقوم عليه العمل الإدارى ، والتشخيص المستمر لواقع المنظمة ووضع
خطط التوافق والتطوير ثم تحريك الموارد للتغيير وذلك لمواجهه تحديات لامثيل لها وستزداد يوما بعد يوم حدتها
فى السنوات المقبلة خاصة مع تصاعد الكم الهائل من المعارف العملية وتكنولوجيا الأداء فى العالم .



تعريف التطوير التنظيمى وأهميته
يعرف التطوير التنظيمى بأنه نشاط طويل المدى يستهدف تحسين قد رة التنظيم على حل مشكلات ه وتجديد
نفسه ذاتيا من خلال إحداث تطوير شامل فى المناخ السائد به ، والتركيز على زيادة فعالية جماعات العمل ، وذلك
بمعاونه عنصر خارجى يقوم بدور إدارة التغيير الذى يروج للأفكار الجديدة بين أعضاء التنظيم .
ومن التعريف السابق يمكن استخلاص عناصر التطوير التنظيمى وهى :

1 خطة طويلة المدى
حيث يعتمد التطوير والتغيير على سياسة النفس الطويل وتتطلب خطة التطوير على الأقل سنه وعادة ما
بين ثلاث الى خمس سنوات .
2 حل المشكلات وتجديد الممارسات
حيث تستهدف عمليات التطوير التنظيمى زيادة فعاليات الأشخاص ذوى التأثير فى التنظيم ورفع قدراتهم
على رسم الاستراتيجيات واتخاذ القرارات ومن ثم مضاعفه تأثيرهم القيادى . ومن خلال هذه الفئة النشطة من
الأعضاء يتمكن التنظيم من الاحتفاظ بحالة من التجدد والاستعداد لمقابلة المشكلات والتعامل مع التحديات التى
تعترض سبيله .

3 التوجه نحو المستقبل
حيث يتجه التطوير التنظيمى فى الأساس نحو المستقبل وذلك من خلال إعداد المديرين للتعلم من المواقف
والتجارب الحاضرة كيفية علاج المشكلات المحتملة فى المستقبل وادخال عنصر تقدير المستقبل وما قد يحمله
من تغييرات ضمن هيكل عملية التخطيط واعداد البرامج فى التنظيم

4 الاهتمام بتنمية المناخ الداخلى
حيث تركز عملية التطوير التنظيمى الاهتمام على ت نمية المناخ الداخلى للتنظيم الذى يتكون من مجموع
العناصر الإنسانية به وما يتم بينها من تفاعلات وعلاقات .
وليس معنى هذا أن عملية التطوير التنظيمى تهمل المناخ الخارجى للتنظيم ، ولكن المقصود أن جهود التطوير
تبدأ بالنظر الى المناخ الداخلى وتظل تراقب المناخ الخارجى لتأخذ ما قد يحدث فيه من تغييرات فى الاعتبار.


5 قبول وتعاون كل فرد من أعضاء التنظيم
ويعنى هذا ان التطوير التنظيمى لا يفرض من الادارة العليا على المستويات الأدنى وانما ينبع من المشاركة
الفعالة لأعضاء التنظيم .

6 التدخل الخارجى
يقال أحيانا ان من بداخل الصورة لايراها على حقيقتها ولذلك يلزم وجود أطراف خارجية على المنظمة
كمكاتب الاستشارات الإدارية وأساتذة الإدارة المتخصصين فى هذا المجال للتدخل كعنصر محرك ودافع للتغيير .
وقد يعمل الطرف الخارجى فى واحد أو أكثر من خطوات التغيير مثل تشخيص المشاكل ، وتدريب العاملين على
تطوير أنفسهم وعلى حل مشاكلهم وهكذا يعتمد مدى تدخل الطرف الخارجى على عمق المشاكل وكفاءة الإداريين
وفلسفه الاداره فى الاعتماد على طرف خارجى .
7 التطبيق العملى للعلوم السلوكية
حيث ان اعتماد المنظمة فى جهودها للتطوير على جمع البيانات عن المشكلات والاستناد الى خبرة
الاستشاريين الخارجيين ، والاعتماد على مشاركة الإداريين فى وض ع الحلول وجم ع معلومات مستمرة عن تطبيق
أساليب التطوير الجديدة وتق ييمها ما هو إلا تطبيق للعلوم السلوكية وتعتمد برامج التطوير التنظيمى على
الاستفادة من مبادئ العلوم الس لوكية فى تغيير اتجاهات العاملين وتنميه مهاراتهم واستعدادهم لتقبل التغيي ر
والثقة فى النفس والمبادأه والابتكار
.الخ.

8 استخدام مفهوم النظم
حيث ينظر الى التنظيم على انه شبكه من النظم الفرعية المتداخلة التى لا تعمل بشكل منعزل أو مستقل .
كذلك ينظر للتنظيم كله على انه نظام فرعى من المناخ الخارجى أو البيئة المحيطة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق